رغم مرور عقود على اعتزاله، لا يزال أحمد فرس متربعًا على عرش هدافي منتخب المغرب برصيد 36 هدفًا دوليًا. فكيف استطاع هذا اللاعب أن يحتفظ برقمه القياسي كل هذه السنوات، رغم ظهور أجيال جديدة من المهاجمين الموهوبين؟ وهل يستطيع أحد من نجوم الجيل الحالي كسر هذا الرقم قريبًا؟
أحمد فرس: الهداف التاريخي وأسطورة الكرة المغربية
يُعتبر أحمد فرس أحد أعظم لاعبي كرة القدم في تاريخ المغرب، حيث كان نجمًا استثنائيًا خلال فترة السبعينيات. بدأ مسيرته الدولية في أواخر الستينيات، وسرعان ما أصبح اللاعب الأبرز في صفوف "أسود الأطلس"، بفضل قدرته الفائقة على تسجيل الأهداف وصناعة اللعب.
كان فرس قائدًا للمنتخب خلال فترة ذهبية، وحقق معه إنجازًا تاريخيًا عندما قاده إلى التتويج بكأس أمم إفريقيا 1976، وهو اللقب الوحيد الذي حققه المغرب في البطولة حتى الآن. كما حصد جائزة الكرة الذهبية الإفريقية عام 1975، ليصبح أول مغربي وعربي يفوز بهذه الجائزة المرموقة.
أرقام أحمد فرس مع منتخب المغرب
- 36 هدفًا دوليًا، ليكون الهداف الأول في تاريخ "أسود الأطلس".
- توج مع المغرب بكأس أمم إفريقيا 1976، كأحد القادة البارزين في الفريق.
- حصل على الكرة الذهبية الإفريقية عام 1975، وهو إنجاز لم يكرره أي لاعب مغربي آخر حتى اليوم.
لماذا لم يتمكن أحد من تحطيم رقمه؟
على مدار العقود الماضية، برزت أسماء كبيرة في هجوم منتخب المغرب، مثل صلاح الدين بصير، عبد الجليل حدة (كماتشو)، مروان الشماخ، يوسف العربي، وحكيم زياش، ومع ذلك، لم يتمكن أي منهم من كسر رقم أحمد فرس.
هناك عدة عوامل ساهمت في بقاء هذا الرقم صامدًا:
- تغيير أدوار المهاجمين: في العصر الحديث، لم يعد المهاجمون يلعبون بنفس الأسلوب التقليدي الذي كان يعتمد عليه أحمد فرس، حيث أصبح التركيز أكثر على اللعب الجماعي وصناعة الفرص بدلاً من تسجيل الأهداف فقط.
- عدم الاستمرارية مع المنتخب: العديد من النجوم المغاربة احترفوا في أوروبا، مما أدى إلى تقليل عدد المباريات الدولية التي خاضوها مقارنة بفرس، الذي لعب فترة طويلة مع المنتخب.
- تفاوت مستوى المنتخب: لم يكن أداء المنتخب المغربي ثابتًا على مدار السنوات، مما أثر على عدد الأهداف التي يسجلها اللاعبون.
هل يتمكن يوسف النصيري من كسر الرقم القياسي؟
في السنوات الأخيرة، برز يوسف النصيري كواحد من أقوى المهاجمين المغاربة، وسجل العديد من الأهداف الحاسمة للمنتخب. ومع استمرار مشاركته مع "أسود الأطلس"، تزداد فرصته في تحطيم رقم أحمد فرس، لكن ذلك سيعتمد على مدى استمراريته وقدرته على تسجيل المزيد من الأهداف في السنوات القادمة.