رغم مرور سنوات طويلة على اعتزاله، لا يزال حسين سعيد متربعًا على عرش هدافي منتخب العراق برصيد 78 هدفًا دوليًا، وهو الرقم الذي لم يستطع أي لاعب آخر الاقتراب منه. فكيف تمكن هذا النجم من تحقيق هذا الإنجاز؟ ولماذا لم يتمكن أي مهاجم عراقي حتى الآن من كسر رقمه القياسي؟
حسين سعيد: الهداف التاريخي وأحد أعظم لاعبي العراق
يُعد حسين سعيد أحد أساطير الكرة العراقية، حيث تألق بقميص "أسود الرافدين" منذ نهاية السبعينيات وحتى أواخر الثمانينيات. لعب دورًا رئيسيًا في العديد من إنجازات المنتخب العراقي، بفضل قدرته الفائقة على تسجيل الأهداف وصناعة الفرص.
شارك حسين سعيد في العديد من البطولات الدولية، وكان أحد العناصر الأساسية في تأهل العراق إلى كأس العالم 1986، وهي المشاركة الأولى والوحيدة للعراق في المونديال حتى الآن. كما قاد العراق للفوز بكأس الخليج ثلاث مرات (1979، 1984، 1988) وحقق ذهبية دورة الألعاب الآسيوية 1982.
أرقام حسين سعيد مع منتخب العراق
- 78 هدفًا دوليًا، مما يجعله الهداف التاريخي لمنتخب العراق.
- أكثر من 130 مباراة دولية بقميص "أسود الرافدين".
- ساهم في تأهل العراق إلى كأس العالم 1986، وهو الحدث الأبرز في تاريخ الكرة العراقية.
- فاز بثلاثة ألقاب في كأس الخليج العربي (1979، 1984، 1988).
- توج بذهبية دورة الألعاب الآسيوية 1982 مع المنتخب العراقي.
لماذا لا يزال رقمه صامدًا؟
رغم مرور أكثر من ثلاثة عقود على اعتزاله، لم ينجح أي لاعب عراقي في تحطيم رقم حسين سعيد كأفضل هداف في تاريخ المنتخب. وهناك عدة أسباب لذلك:
- قلة الاستقرار في المنتخب: شهدت الكرة العراقية فترات من التراجع بسبب الظروف السياسية والرياضية، مما أثر على تطور المواهب واستمراريتها.
- تغير أسلوب اللعب: في الماضي، كان التركيز أكبر على المهاجمين الصريحين مثل حسين سعيد، بينما في كرة القدم الحديثة، أصبح تسجيل الأهداف موزعًا بين عدة لاعبين، وليس مقتصرًا على رأس الحربة.
- عدم استمرار المهاجمين لفترات طويلة مع المنتخب: العديد من اللاعبين الذين برزوا في السنوات الأخيرة، مثل يونس محمود وعلاء عبد الزهرة، لم يتمكنوا من الوصول إلى رقم حسين سعيد، إما بسبب اعتزالهم المبكر أو قلة المباريات الدولية مقارنة بفترته.
هل يستطيع أحد كسر هذا الرقم قريبًا؟
في السنوات الأخيرة، اقترب يونس محمود من رقم حسين سعيد، لكنه توقف عند 57 هدفًا قبل اعتزاله. حاليًا، لا يوجد لاعب عراقي يبدو قريبًا من تحطيم الرقم القياسي، لكن مع ظهور مهاجمين شباب، مثل مهند علي (ميمي)، تزداد التوقعات حول إمكانية ظهور لاعب قادر على تجاوز هذا الرقم في المستقبل.